روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات أسرية | هل سيحتمل قلبي نصف رجل؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات أسرية > هل سيحتمل قلبي نصف رجل؟


  هل سيحتمل قلبي نصف رجل؟
     عدد مرات المشاهدة: 3758        عدد مرات الإرسال: 0

¤ الاسـتشــارة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

انا فتاة ابلغ من العمر 20 عاماً، وقبل عامان تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين وتمت الخطبه على خير، وقد طلب محادثتي للتعارف قبل عقد القران بموافقة ولي امري..

وتم ذلك وكنا على قدر كبير من الإنسجام والمحبه والتآلف، وكان فارس احلامي المنتظر وقد قمنا على عمل مخطط كامل لحياتنا المستقبليه وبنينا احلاماً وآمال وسعادتنا لا توصف، ولكن حدث مالم يكن بالحسبان، خلاف عائلي نتج عنه رفض ولي امري ان يتم عقد القران.

حاولنا وحاولنا لكن دون جدوى.. وبعد فتره عقد قرانه على فتاة اخرى، وبقية انا اصارع الهم وحدي، حيث انني لم استطع ان اقبل بأي خاطب يطلبني، فلا استطيع ان اتخيل حياتي مع انسان غيره ابد البتا..

وبالرغم قصر فترة زواجه إلا انه قام بطلبي من اهلي لأكون له زوجه ثانيه، مع العلم بأن زوجته لم تقصر بأي حق من حقوقه كما يقول الا اني حبه الاول وامنيته الوحيده بهذه الحياه.

والعجيب في الامر ان أهلي وافقو على هذه الزيجه بشرط ان اكمل دراستي اولاً ثم نعقد القرآن -وذلك ليأسهم من موضوع زواجي ورفضي القاطع للخاطبين، وندمهم الشديد على ماتسببو به من دمار مستقبلي- وهاهو الآن ينتظر ذلك الموعد بفارغ الصبر تخرجي من الدراسه.

لكن المشكله في الامر هي أنا فقد تداخلت المشاعر والاحاسيس بقلبي وصرت لا افهم نفسي: فانا سعيده لتجدد امل لقائي به، وسعدة بأني سأظفر ولو بنصف حلمي خيراً من عدمه ولكن المشكله هي ان: لا رغبة لي ان اكون رقم 2 في حياته، واعيش مع نصف رجل.. اتقاسم مع شريكتي حياتي وحبي ومستقبلي ،فانا اعشقه ولا اظن ان قلبي يحتمل هذه الحياه.

مع العلم انه قال في نص رسالته: كل ما تجديه مني من دلال وحب وكلمات الغزل ستجدها هي ايضاً، فلها مثلما لكي ولكي حرية القرار.

وانا اوافقه على ذلك لأني اوصيته عليها مسبقاً وحاضرا والى الابد واوصيته بالعدل مستقبلاً، فلا ذنب لها ولا ذنب لي، وكلما اهتم بها ارتفع قدره لدي وزاد اعجابي به ولكن ترتفع غيرتي عليه في آن واحد.

وتأتيني افكار بأني في عمر الزهور وأستحق حياه افضل، فلما ارمي نفسي بجحيم الغيره. وتارةً تجتاحني افكار بأن كل فعل وكل كلمه ستقال لي ليست لها معنى، لأنه قالها لها ايضاً. فلا خصوصيه ولا جمال ولا معنى في حياه كهذه وتارةً اتذكر ايام خطبتي الاولى وكيف كانت سعادتنا حيث اني كنت ملكة حياته الوحيده، فهذه الافكار تكاد تخنقني، وتحرق قلبي. فكرت وفكرت بموضوع هذا الزواج، لكن لا أرى خيار امامي.. فزواجي بغيره مستحيل فحبه بقلبي اعماني عن جميع رجال الكون، وهو امنيتي وللقائي به هو هاجسي الوحيد ولكن...!

قطعت له وعداً، اذا لم إستطع قتل الغيره بقلبي خلال هذه الفتره فلن اتزوج به حتى وان عشت عمري وحيده وان تزوجته وبقلبي الغيره لن اظهرها له وسأعاملها كأخت وصديقه بل اعز وإبتسامتي لن تفارقني -لكن سأحترق بيني وبين نفسي وأعيش على إبتسامه كاذبه- وهذا مالا اريده.

اقسم برب العزه اني اريده ولكن المخاوف تكاد تقتل سعادتي فبما تنصحونني أعيش وحيده ام اتزوجه!؟ وان تزوجته كيف اقتل غيرتي منها قبل عقد قراننا؟! وان تم زواجنا فما الصواب كتمان الغيره أم اظهرها له وافضفض له عما يجول بخاطري؟! كيف تكون الحياه جميله بوجود شريكه؟! كيف اكسب مودتها واظهر لها اني لن اغير زوجها عليها وما لا ارضاه لنفسي لن ارضاه عليها!؟

اسئله كثيره تجتاحني..همسه: انا اسعى الى حياه مستقره هادئه في ظل رضا ربي قبل رضا زوجي، وعلى ذلك اتمنى ان اجد مشوره تريحني من هذا العذاب

رد المستشار: د. إبراهيم بن صالح التنم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخيتي الكريمة:

لا أخفي عليك أن إختياركِ لأحد الطريقين: إما الإقتران بهذا الرجل كزوجة ثانية أو ترك الزواج من أي رجل البتة خيار صعب جداجدا.

إذ لكل منهما مصالح ومفاسد أو قولي: إيجابيات وسلبيات.

إن جلوسك بدون زوج وإختيار هذا الرأي لا تؤيده نصوص الشريعة ولا العرف ولا العادة.

فمهما عللت وعللت من مصالحه، فإني أقول لك: هي مصالح آنية ووقتية ستحتاجين بعد فترة من العمر الزوج وكذا الولد من الذكور والإناث، الذين سوف يسعدونك ويملئون عليك حياتك..

إن التفكير في ترك هذا الرأي وعدم الإهتمام به هو من الخطورة بمكان على مستقبلك وحياتك.

وأيضاً فإن إقترانك بهذا النكاح كزوجة ثانية هو معرض لكثير من المتاعب والمصاعب، لاسيما وأنك تذكرين قوة غيرتك وتدفق إحساسك وشعورك.

لكن تأملي كثيراً في مدى قدرتك على التغلب على غيرتك، ومدى عدل الزوج بينك وبينها لاسيما وقد ذكرت عنه أنه حريص على هذا العدل والإنصاف.

ولا يغب عن بالك أن الزوج مهما حاول تحقيق السعادة والطمأنينة لكما سيظل بشراً يخطئ ويصيب، وتكتنفه الهموم والأحزان، فتتعسر أحيانا الحياة معه، ولذا كان لابد من الصبر عليه ومعه في آن واحد.

أخيتي: ستسير الحال بكما لو أنك اتخذت قرار الإقتران بهذا الرجل، لكن سيتوقف تحقيق السعادة أو حصول النكد والحزن على مدى تفهمكما لهذه الحياة.

أخيتي الكريمة:

هناك خيار ثالث -أعرف أنه ليس مناسبا لك في الوقت الراهن لكن تأملي نتائجه ومنافعه في المستقبل- ألا وهو الرضا بزوج آخر مناسب لك في صفاته وأخلاقه ومكانته.

لا تقولي لي: هذا مستحيل، بل هو ممكن، لو إستطعت أن تخرجي من هذه الدائرة الضيقة التي ألزمت نفسك بها.

الكون فسيح جداً جداً، وفيه من الأزهار والرياحين ما هو مناسب لنا كثيراً.

انظري رعاك الله:

إذا لم تستطيعي تحمل سلبيات الإقتران بهذا الحبيب كزوجة ثانية، فليس لك إلا خيار الإقتران برجل آخر مناسب لك.

تذكري قصة أم سلمة رضي الله عنها فقد كانت تحب أبا سلمة حباً شديدا، فلما توفي قالت: ما كنت أظن أن الله سيخلف علي بخير منه فاخلف الله عليها خيرا منه هو النبي صلى الله عليه وسلم.

تأملي كثيرا في المستقبل والزمي دعاء أم سلمة: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها، ستجدين بعدها أهمية الزواج سواء بهذا الزوج أو بغيره، ولنا في الواقع قصص كثيرة شبيهة بقصتك، فمنهن من ندم لترك الزواج، ومنهن من سعد عندما اتخذ أسباب السعادة.

وفقك الله وأسعدك ويسر لك الخير حيثما كنت.

المصدر: موقع المستشار.